من قاعدة العند إلى مطار الحديدة.. الحوثي يتجاوب مع "مهلة" الشرعية و"إشادة" غريفيث بتصعيد الحرب

السياسية - Thursday 10 January 2019 الساعة 07:51 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

استشهد وأصيب أفراد من قوات المقاومة المشتركة بمدينة الحديدة، الخميس 10 يناير 2019، في هجمات وخروقات متجددة لجماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، عبر محاور عدة وبمختلف الأسلحة، وتصدت المقاومة المشتركة لتسللات حوثية.

وغداة إشادة المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث بما أسماه "التزام إلى حد كبير" من قبل جماعة الحوثي، باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، كثفت المليشيا هجماتها بشكل أعنف على مواقع وجنود قوات المقاومة المشتركة بالحديدة.

واستخدمت المليشيا مختلف الأسلحة، بما فيها طائرات مسيرة هجومية واستطلاعية، بالتزامن مع هجوم مشابه استهدف عرضاً عسكرياً بقاعدة العند الجوية في لحج جنوب البلاد واستشهد وأصيب جنود وضباط.

* تصعيد اليوم التالي بالحديدة

وفي اليوم التالي على وقائع ومعطيات جلسة مجلس الأمن الدولي، يوم الخميس، أوضح مصدر عسكري بالمقاومة، عن تحركات مسلحة للمليشيا، منذ صباح الخميس، خصوصا جهة مطار الحديدة ضمن خروقاتها المتواصلة لوقف إطلاق النار.

وبالتزامن تم رصد تجمعات وتعزيزات للمليشيات الحوثية، خلف سيتي ماكس ومحيط جولة يمن موبايل داخل المدينة.

وأكد المصدر، استشهاد أحد أفراد المقاومة المشتركة وإصابة آخر برصاص قناصة المليشيات الحوثية المتمركزة في محيط جولة يمن موبايل بشارع صنعاء داخل مدينة الحديدة.

مشيراً أيضاً إلى إصابة ثلاثة من أفراد المقاومة المشتركة في الجاح جنوب الحديدة، برصاص قناصة المليشيات الحوثية.

التايمز الأمريكية: بصمات إيران واضحة في هجوم الحوثي على قاعدة العند

وعند العاشرة صباحاً، وفقاً للمصدر العسكري، نفذت بقايا جيوب المليشيات الحوثية محاولة تسلل فاشلة صوب مواقع المقاومة المشتركة في الجاح، مستخدمة مختلف الأسلحة الرشاشة عيار 23 و14.5 و12.7 وقذائف الهاون.

وعاودت المليشيات استهداف المواقع المذكورة بقذائف الهاون في الساعة الواحدة.

كما أطلقت المليشيات الحوثية قذيفة هاون إلى جوار مطاحن البحر الأحمر داخل مدينة الحديدة.

وأكد المصدر العسكري، رصد طائرة استطلاعية في الجاح تابعة للمليشيات الحوثية.

* إحباط وغضب يمني

وأثارت إحاطة مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن، كما فعل أيضاً تقرير الأمين العام أنطونيو غويتريس بشأن حالة التنفيذ لقرار المجلس رقم 2451 واتفاق استوكهولم، ردود أفعال واسعة وغاضبة في أوساط اليمنيين، جراء التجاوز الكبير للمعطيات المتكرسة على الأرض منذ سريان وقف إطلاق النار وعدم التزام المليشيات الانقلابية التي تواصل تمزيق اتفاقية السويد وإحراقها بالصواريخ والمدفعية والقذائف والرشاشات ورصاصات القناصة على مختلف المحاور في مدينة الحديدة وجنوبها.

ونشأت على الفور دعوات ومطالبات إلى إعمال خيار الحسم العسكري، ورفض التجديد للمهلة الممنوحة للحوثيين.

ونشر يمنيون غاضبون في مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات لاذعة لتواطؤ وتزييف المبعوث الأممي ومن ورائه حملة الضغوط والتدخلات البريطانية المتبنية للمليشيات الحوثية.

وتزايدت بصورة لافتة هذه المرة الانتقادات باتجاه الرئاسة اليمنية و"الشرعية"، خصوصاً من قبل إعلاميين وسياسيين وحقوقيين من المعروفين بتأييد ومناصرة الرئيس هادي والشرعية خلال السنوات الأربع الماضية، وباتوا يشعرون بالغيض والإحباط إزاء مواقفها المهادنة والملاينة للمتمردين والرضوخ لإملاءات وضغوط أطراف خارجية والمبعوث البريطاني.

وأعطت الرئاسة اليمنية الضوء الأخضر لتمديد اتفاق الحديدة الذي انتهى موعد بدء تنفيذه (21 يوماً) من دون أي تقدم أو التزام من قبل الانقلابيين الحوثيين. وأعلن وزير الخارجية خالد اليماني، عن موافقة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال اجتماعه بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث، يوم الثلاثاء، على تمديد فترة اتفاق الحديدة، على أن يتم وضع برنامج زمني جديد لإتمام الاتفاق.

وفشل الجنرال الهولندي باتريك كومارت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، في وضع خطة متكاملة ومفصلة لتنفيذ اتفاق السويد، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية، وانتهت المهلة الزمنية المحددة لتنفيذ الاتفاق خلال 21 يوماً من وقف إطلاق النار.

وأكد خالد اليماني، أن الرئيس هادي وافق خلال اجتماعه مع غريفيث على تمديد فترة اتفاق الحديدة، على أن يتم وضع برنامج زمني جديد لإتمام الاتفاق.

* توصيات برفض تمديد المهلة

وقال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن فشل المتمردين الحوثيين في الإيفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في اتفاق السلام المبرم في استوكهولم، يشكل تهديداً خطيراً، مشدداً على الإدارة الأمريكية ضرورة ممارسة الضغط على الحوثيين لتنفيذ الاتفاق، مضيفاً "لا ينبغي" للأمم المتحدة تمديد المهلة الزمنية.

وخلصت دراسة حديثة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى توصيات محددة، وتضمنت التأكيد: "إن فشل المتمردين في إخلاء موانئ البحر الأحمر بحلول الأول من يناير أو المدينة بحلول الثامن من يناير، يشكل تهديدا خطيرا آخر لمصداقية عملية السلام".

وبحسب المعهد، تحتاج الولايات المتحدة إلى العمل كوسيط نزيه لمساعدة لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تشرف عليها الأمم المتحدة ومقرها في الحديدة على تقييم الأدلة على سوء سلوك الحوثيين، خاصة فيما يتعلق بالهجمات المركزة بالمناطق الريفية والمناطق التي يتعذر الوصول إليها من قبل مهمة الأمم المتحدة.

ويخلص إلى القول: "إذا أثبت المتمردون أنهم غير راغبين في مغادرة موانئ ومدينة الحديدة بحلول نهاية يناير، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعلن أنها لن تكبح بعد الآن تحرير هذه الأراضي بالقوة".

* لم يلتزموا بالسويد!

وبينما يؤكد غريفيث في إحاطته لمجلس الأمن، أن "حوادث العنف التي تشهدها الحديدة محدودة بشكل ملحوظ، مقارنة بما رأيناه في الأسابيع التي سبقت مشاورات استوكهولم"، ورأى أن "الهدوء النسبي الحالي يدلل على جدية التزام الأطراف باتفاق استوكهولم".

اعتبر مايكل نايتس، الخبير الأمريكي المختص بشئون اليمن وزميل أقدم في معهد واشنطن، أن "هذا الأمر يخلط بعض الأمور بصورة غير مجدية".

ومضى يقول: "لكن الحوثيين لم يلتزموا لدعوات "إزالة المظاهر العسكرية" من مدينة الحديدة، بل وزادوا بالفعل من تنصيب الحواجز والحاويات، وزاد حفرهم للخنادق بنسبة 57٪ بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهي بادرة سوء نية تدل وبوضوح أنهم لا يعتزمون الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، كما تنص اتفاقية السويد وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451"..

وإزاء تجاهل غريفيث للمعطيات الواقعة على الأرض، يقول مايكل نايتس: "هذا بالنسبة لي، يقع في فئة تجاهل أو سوء السلوك من جانب واحد، والذي قد يكون ضرورياً لصانع سلام".

* فشل وتفاؤل!

وتضمن التقرير الأول الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن "حالة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2451 (2018)" سردا نظريا لفعاليات واجتماعات الجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في مدينة الحديدة بممثلي الطرفين، والوضع في مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

ويورد التقرير إفادات أو ما أسماها "ادعاءات" كل طرف بارتكاب خروقات لوقف إطلاق النار. ويذكر التقرير أن اللجنة حتى الآن لم يتسن لها التحقق من أي من الادعاءات (..) حول الخروقات، ورغم ذلك إلا أنه لم يتم التثبت من أن طرفا حاول السيطرة على أراض جديدة، بحسب التقرير.

ويذكر التقرير فشل الحوثيين في السماح بمرور قافلة إغاثية كإجراء لبناء الثقة. ويعيد التذكير بتفاصيل إجراء الحوثيين الأحادي في ميناء الحديدة.

وينوه التقرير بالخطوات الإجرائية المقبلة التي تعمل عليها لجنة الجنرال باتريك، ومع كل ذلك يبدي تقرير الأمين العام "التفاؤل" لأن الطرفين كما قال ما زالا ملتزمين بتنفيذ اتفاق استوكهولم. قبل أن يؤكد "تعقد تنفيذ المهمة الراهنة".