صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

مذبحة مأرب.. فشل ومبررات ساذجة

Monday 20 January 2020 الساعة 08:07 am

في حضرةِ الدم تخجلُ الأقلامُ وتتوارى، ولا يخجل تُجّــار الحروب أو تهتز لهم قصبة أبداً.

عشرات القتلى والجرحى مِـن الجنوبيين في مأرب-، الله يرحمهم ويشفيهم - وكأن شيئاً لم يحدث.

فما أرخص دمنا، صار أرخص من قنينة ماء بأيدِ تُــجّار المقابر ونخاسيّ الأوطان من أوغاد قادة الأحزاب ورموز الخراب القابعين هناك في فنادق الخليج والأناضول الوثيرة.!

ماذا لو كانت قوات حوثية في مرمى قوات الشرعية -سواءً داخل معسكر أو في ميدان عرض عسكري-، هل كانت هذه الأخيرة ستتردد في قصفها كما يفعل الحوثيون؟

بالتأكيد نعم، خصوصاً وأن الطرفين في وضع حرب.

وبالتالي فإدانة قصف الحوثيين لمعسكرات وميادين عروض عسكرية في ظل حرب مستمرة ليس أكثر من محاولة لتغطية الفشل والتملص من تحمل المسئولية أمام أسر الضحايا.

فالقيام باستعراضات عسكرية في ظل هكذا ظروف مضطربة وصفوف مخترقة، وعلى مرمى حجر من أرض المعركة، وتجميع مئات الجنود في ساحة معسكر واحدة (ووضعهم نصع أمام ناظور القناصة، ورامي المدفيعة) يمثّــل قمة الاسترخاص بأرواح الناس، وذروة الفشل، إن لم نقل شراكة بالتآمر.

   فحرياً بهؤلاء البلهاء أن يقفوا أمام حماقتهم وغبائهم والتعرض للأسباب ومعالجتها بدلاً من الوقوف على النتائج التي يصبغونها بالمغالطات والأكاذيب، والتخلص من حالة الاستهتار بأرواح الناس، بدلا من مبررات سخيفة وإصدار بيانات ساذجة تتهرب من الوقوف أمام الحقيقة وكشف سبب المأساة المتكررة، وتبعث أي هذه "البيانات" على السخرية وتستخف بعقول الناس إلى أبعد مدى. 

فأي عاقل يمكن أن يصدّق نكتة سمجة تتحدث عن قصف معسكر واستهداف عرض عسكري في غمرة حرب شاملة بأنه عمل إرهابي، وكأن القصف طاول صالة أفراح أو دار أيتام، وليس معسكرا قتاليا جنودا مقاتلين!!


* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك