الدكتور المخلافي يدعو الى هيئة مستقلة للزكاة يديرها علماء مستقلون وفريق وطني من خبراء العمل الطوعي

الدكتور المخلافي يدعو الى هيئة مستقلة للزكاة يديرها علماء مستقلون وفريق وطني من خبراء العمل الطوعي

السياسية - Tuesday 30 July 2013 الساعة 06:12 pm
نيوزيمن

محمد عبد القوي آ  دعا الباحث والمفكر الإسلامي الدكتور عبد السلام المخلافي إلى ضرورة الإسراع في إنشاء هيئة مستقلة لجمع الزكاة وعلى أن يديرها مجلس يتكون من علماء مستقلين ليست لهم انتماءات حزبية أو مذهبية والى جانبهم فريق وطني يتشكل من مؤسسة الضمان الاجتماعي وجمعيات العمل الطوعي التي لديها رصيد كاف من النزاهة والخبرة . وأكد الدكتور المخلافي في حوار مع وكالة (سبأ) علي أهمية ان يرافق انشاء الهيئة إيجاد قاعدة بيانات شاملة ونظام معلومات متقدم ليسهل علي الهيئة ممارسة نشاطها بنجاعة تامة مع مراعاة حرية الهيئة في إدارة الموارد المجتمعية.. مشددا في ذات الوقت على أهمية مراعاة حرية الهيئة في إدارة الموارد المتجمعة لديها في ظل سيطرة تامة يحددها قانون إنشاء الهيئة ودون ان يكون لأي جهة عامة او خاصة مد يدها إلى تلك الموارد وعلى أن يخضع نشاط الهيئة للمراجعة والفحص المنتظم من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة . وقال :" في تقديري في حال انشاء الهيئة فان أموالا كثيرة سوف تتدفق إلي الهيئة وفي هذه الحالة يمكن أن تؤدي الزكاة دورها المجتمعي بشكل رائع يحقق المقاصد الشرعية للزكاة" .. مبينا في هذا الصدد إن الحكمة من فرض الزكاة اثر للفعل الإلهي وليست الباعثة عليه، وأن من الواضح إن الغاية من تشريع الزكاة هو تحقيق القدر الضروري من التوازن الاجتماعي والاقتصادي الذي يؤدي إلى الحد من البؤس والفاقة لدى قطا عات او فئات اجتماعية ومن ثم الحؤول دون بروز أي حالة تجابه أو صراع اجتماعي. وتابع قائلا:" لقد مثل إقرار الزكاة الشكل الأولى للضمان الاجتماعي الذي لم تقر به معظم الدول الأوربية الافي منتصف القرن التاسع عشر وبعد صراع طبقي استمر اجيالا ليظل الالتزام به بعد ذلك رهنا بالتوجهات الإيديولوجية و السياسية للحكومات، في حين يعد الالتزام بالزكاة بالنسبة للأفراد والحكومات في المجتمعات المسلمة ركن من أركان الإسلام التي لا يكون المسلم مسلما إلا إذا أداها فهي بهذا المعنى مكاملة وترابط غير قابل للانفصام للحياة الاقتصادية بالحياة الروحية ". واستطرد قائلا:" لقد كان من بغŒن الوصاغŒا الهامة التي أوصي بها الرسول الكريم علىه افضل الصلاة وازكى التسليم معاذ عندما ارسله الى اليمن أخذ الزكاة من الأغنياء لصالح الفقراء كخطوة استهلالية تدشن بها عمليات نقل المجتمع إلى العهد الإسلامي الجديد ..كما اعتبر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه رفض بعض القبائل العربية دفع الزكاة ردة عن الاسلام ولهذا كله دلالاته المهمة على أهمية الزكاة بالنسبة للفرد وللمجتمع وان هذه الاهمية مشتقة من الدور الهام الذي تؤديه في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي. وانتقد الدكتور المخلافي الأساليب المتبعة حاليا في جباية الزكاة .. وقال :" يتم الآن جباية الزكاة بأيادي مختلفة لا اظن ان اي منها قد عرض لنقد كاف لتحديد مستوى النجاعة الإجرائية والشرعية وهي تنطوي على مثالب كبيرة منها الاسلوب الجبائي الذي تتبعه الجهات الرسمية والذي يحاكي الأسلوب المتبع في تحصيل الضرائب والذي يتجاهل ويتغافل عن الجذر الروحي الذي يميز الزكاة عن الضريبة مما أدى إلى إتباع الاشخاص لنفس الاساليب التي يتبعونها في تسوية الالتزامات الضريبية المترتبة عليهم والتي لا تقوم على فكرة الخلاص والتطهر وانما على التخلص بأي وسيله من مطالبات غير مرضية وبعض المزكين لا يعتقدون أن ما يدفعونه للجهة الرسمية كاف لإبراء الذمة ولذلك يقومون بتأدية الزكاة مباشرة للمحتاجين مرة ثانية ولذلك فان ما يجبى من الزكاة هو النزر اليسير". ومضى قائلا :" وفي الوقت الراهن لا يمكننا القول بصفة مطلقة إن الزكاة تؤدي دورها في تحقيق التكافل والتكامل الاجتماعي ولا إنها أصبحت غائبة بالكلية فالدولة مازال لديها مصلحة لجباية الزكاة لرفد المالية العامة للدولة ..كما تنتشر الكثير من الجمعيات التي تتولى جمع الأموال المخصصة للزكاة من التجار وإعادة توزيعها بمعرفتها وبطرقها الخاصة وتقديراتها الخاصة ". وأرجع الدكتور المخلافي سبب قيام بعض التجار بتوزيع مباشر لما حددوه على أنفسهم من زكاة بناء على تقديراتهم الخاصة بحجة عدم اطمئنانهم إلى نزاهة الجهات الجبائية وعدم رضاهم عن الأسلوب المتبع في توزيع أو تخصيص ما يجبى من أموال زكوية.. إلى صدور عدد من الفتاوى من قبل من وصفهم بمتدربين إسلامين في مجال الدعوة فحواها اختلال العدالة الإجمالية للدولة ومن ثم عدم احقيتها لاستلام اموال الزكاة، كاشفا النقاب ان تلك الفتاوي تزعم ان الدولة ليست مؤتمنة على ما ستجمعة من أموال وأدائها الى مستحقيها. والمح إلى أن الكثير من موارد الواجبات الزكوية تتجه إلى جمعيات شتى منها الصالح ومنها الفاسد المدمر بل والمخرب، فضلا عن كون بعض تلك الأموال قد وجهت لتحقيق مكاسب حزبية أو لإدارة نزاعات ليست على قدر كاف من الوجاهة قادها اميون سياسيون بامتياز ولم تذهب إلى المصا رف أو القنوات الشرعية. ولفت إلى أن هناك إشكاليات قائمة في العديد من الدول الإسلامية في الجوانب المتصلة بجباية وتصريف الزكاة.. إلى جانب أن بعض الدول تجاهلت الزكاة وأعتبرتها كجزء من نظام قديم لا ينسجم مع إيديولوجيا حداثية تزدري الدين وكل ما يشير اليه او يرتبط به او يتأسس عليه وبعضها وبسبب الزيادات الضخمة في دخول الأفراد لم تجد ان هنالك ما يدعو لجمع الأموال الزكوية لانتهاء الحاجة ومعها مصارف الزكاة المحددة في تشريع الزكاة وفي كلا الحالتين ترك الأمر للأفراد لأداء الزكوات المتوجبة عليهم بالطريقة التي تروقهم .