جبايات الحوثي لا تستثني "ناقشات الحناء" بحديقة السبعين

متفرقات - Wednesday 25 April 2018 الساعة 05:07 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

عزيزة وفاطمة وأشجان، ثلاث فتيات لا تتجاوز أعمارهن الخمسة والعشرين عاما. إحداهن من محافظة الحديدة واثنتان من صنعاء القديمة.

هؤلاء الفتيات يعملن بالنقش (القمع أو الحناء) في حديقة السبعين، ويعتمدن على هذه المهنة لإعالة أسرهن بعد أن فقد أربابها مصدر الدخل الوحيد بقطع سلطات الأمر الواقع مرتبات موظفي القطاع الحكومي.

فوالد عزيزة كان يعمل حارسا لإحدى المنشآت الحكومية، أما فاطمة فوالدها متوفى ومرتب تقاعده انقطع، وأشجان والدها كان يعمل ضمن الخدمات في إحدى المؤسسات التعليمية هو الآن بلا راتب.

تفاجأ الفتيات بحضور مشرف حوثي برفقة مسلحين إلى الحديقة، وقال لكل الفتيات اللاتي يعمل بالحديقة بمهنة النقش على اليدين والرسم على الوجوه إن عليهن دفع ضريبة..!
ردت الفتيات على القيادي الحوثي بأن دخلهن لا يذكر وقالت له أشجان: "تمر أيام بدون أن نحصل ريال واحد".

لم يجد رد الفتيات المعصور بالألم، طريقا سالكا إلى مسامع مسلح مغرور وأدمن رياضة "الفيد"، إذ قال لهن: "ما نعرفش هذا الكلام.. ما يصلي إلا رابح والا أيش مجلسكن هانا ما دمتين ما بتحصلين؟".

ردت عليه فاطمة بأن "يتقوا الله.. لا راتب، والدنيا غلاء. وتوسلته أن يترك حالهن، ليرد عليهن بفجاجة منتفخ بوهم القوة: "صورتكم مشولحات وتشتين أدب".

في تلك الأثناء، كانت عزيزة تبكي وتحكي بأن الظروف هي التي أجبرتهن إلى الخروج والعمل بهذا الدخل لإعالة أسرهن.

لم تكن دموع عزيزة مجدية أمام عتاه ومتوحشين، فقد رد هذا المشرف يخاطبها وزميلتيها قائلاً: "من غير كثر خبر.. معاكن يومين وعنجي نشل منكن ضريبة جماعية.. وإلا مابش جلسة لكن هنا".
هنا ردت فاطمة بجملة مقتضبة لكنها تلخص كل شيء: "أنت من قوتك واحنا من ضعفنا". ليأتي الرد صاعقا من المشرف الحوثي: "عيسحبوكن لخارج الحديقة.. تشتين تعملين تدفعين ضريبة والا يفتح الله عليكن.."!