"ذا هيل" تتوقع تحول اليمن الى ساحة قتال بين واشنطن وطهران (ترجمة)

تقارير - Tuesday 14 January 2020 الساعة 06:37 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

قالت صحيفة ذا هيل الامريكية، إن ميليشيا الحوثي في اليمن، قد تقف إلى جانب طهران في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، مقابل استمرار الأسلحة والنفط والدعم الإيراني.

ورجحت الصحيفة، في تقرير نشرته الاثنين، وترجمه "نيوزيمن"، أن يستهدف الحوثيون وداعميهم الإيرانيون، في هكذا سيناريو، ثلاثة مصالح أساسية للولايات المتحدة وحلفائها.

ورأت "ذا هيل" الأمريكية، إنه ربما حان دور اليمن ليكون واحدا من ساحات القتال الرئيسة في الصراع الإيراني الأمريكي خصوصاً في ظل التوتر الذي أعقب مصرع قاسم سليماني بغارة جوية أمريكية.

وفي الأسبوع الماضي، تعهدت القيادة الحوثية "بالوقوف إلى جانب إيران" كجزء من "محور المقاومة" بقيادة طهران. كما دعت إلى مظاهرات في المدن الخاضعة لسيطرتهم للتنديد بمصرع سليماني.

وقال التقرير: "يمكن أن يهدد الحوثيون مجرى البحر الأحمر الاستراتيجي. حيث يقع الساحل الغربي لليمن على طريق تجاري بحري ذو أهمية استراتيجية للسفن التجارية وناقلات النفط، وهو خط الشحن البحري في البحر الأحمر إلى قناة السويس ومصر وإسرائيل والأردن".

وذكر أن ترسانة الحوثيين البحرية تشمل على صواريخ كروز مضادة للسفن وأجهزة متفجرة ذاتية محمولة بالمياه وأنظمة أسلحة متطورة أخرى يقدمها الإيرانيون.

وشددت الصحيفة الأمريكية، أن "الحوثيين لن يتورعون عن استهداف هذا الممر المائي في حالة حدوث تصعيد كبير"، مضيفة:" في الواقع، لقد فعلوا ذلك بالفعل. ففي يناير 2016، هددوا بإغلاق نقطة العبور البحرية واستهدفوا سفنا أمريكية. ومنذ عام 2015، تم توثيق 40 هجوم بحري إرهابي للحوثيين في مضيق باب المندب والبحر الأحمر".

ويمكن أن تسبب قدرات الحوثيين في البحر الأحمر، إلى جانب وصول إيران إلى مضيق هرمز، بحالة عدم استقرار كبيرة في إمدادات النفط العالمية.

وقال "ذا هيل" إن قوة فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني، التي كان يقودها قاسم سليماني، ساعدت مليشيات الحوثيين في تطوير قدرات عسكرية واسعة النطاق استخدمت ضد أهداف سعودية استراتيجية.

وقد أكدت الأمم المتحدة صحة الأدلة على هذا الدعم واتهمت طهران على وجه الخصوص بتوفير صواريخ وطائرات بدون طيار بعيدة المدى للمليشيات.

وبفضل هذه المساعدة الايرانية، نقل الحوثيون حربهم إلى المملكة العربية السعودية وشركائها في بعض الأحيان.

كما استهدفت مليشيات الحوثي مختلف البنية التحتية العسكرية والمدنية في السعودية، بما في ذلك ناقلات النفط على البحر الأحمر، والمنشآت النفطية في الرياض ومطار أبها الدولي.

ووفقا للصحيفة، فإن الحوثيين قد يصعدوا من وتيرة هجمات الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار مع توسيع قائمة أهدافهم في الخليج، وكذا زيادة هجماتهم على السعودية من خلال استغلال التضاريس المفتوحة لحدود المملكة مع اليمن. ومن المرجح أن تستفيد إيران من هذه التكتيكات الحوثية.

وأشارت إلى أنه ورغم انخفاض التوترات على الحدود السعودية اليمنية في الآونة الأخيرة، فإن إيران مهتمة بشكل كبير بتحويل الموارد السعودية صوب محاربة اليمن على طول المنطقة الحدودية الوعرة.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن القوى الأجنبية قد استغلت اليمن طيلة قرون ماضية في المواجهة الإيرانية ـ الأمريكية، ولذا ستكون اليمن مرة أخرى ساحة لمعركة بالوكالة، ومن خلال الاستفادة من الحوثيين، يمكن لإيران أن تورط خصمها السعودية في مستنقع شبيه بفيتنام.

واستدركت بالقول:" لكن يمكن لإيران أن تهاجم مباشرة المصالح الأمريكية من اليمن، من خلال تهديد منشآت إنتاج النفط وطرق الشحن التجارية وحتى الأهداف العسكرية.

وتابعت: "أمام الإيرانيين فرصتين سياسيتين: أولا يمكنهم إثارة ارتفاع أسعار النفط العالمية أثناء محاولة إعادة انتخاب ترامب، مما سيلحق الضرر البالغ بالرئيس من خلال تآكل قوة الاقتصاد الأمريكي".

وأضافت "إذا تمكن الإيرانيون من تهديد السعودية بنجاح من الجنوب، فمن المحتمل أن يتمكنوا من جذب إدارة ترامب لدعم المملكة بشكل أكبر، وستؤدي الشراكة الدفاعية الأمريكية السعودية العميقة إلى رد فعل عنيف من قبل الحزبين في الكونغرس وتقويض الوعد الطويل الأمد للرئيس ترامب بالحد من المشاركة الأمريكية في الشرق الأوسط".

وتابعت: "وفي خضم هذه المواجهة والفوضى، تكمن المأساة الحقيقية في أن ملايين الشعب اليمني سيظلون محاصرين في أسوأ أزمة إنسانية معاصرة".

ولطالما هددت حرب اليمن المستمرة منذ خمس سنوات بإغراق الشرق الأوسط الكبير من خلال تعميق خط الصدع بين إيران وعملائها، من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها، من جهة أخرى، فإن إضفاء الطابع الإقليمي على هذا الصراع قد يغرق الملايين من أضعف شرائح اليمن في حالة من البؤس الإنساني، ويعطل إنتاج النفط العالمي، ويهدد الملاحة التجارية عبر الخليج والبحر الأحمر، كما سيوفر مساحة أكبر لتنظيمي داعش والقاعدة، ويقوض استقرار السعودية.

وخلصت صحيفة "ّذا هيل" الامريكية إلى القول "من المفارقات أن مسرحية المرشد الإيراني آية الله خامنئي الاستراتيجية تتمثل في إلحاق خسائر اقتصادية بالاقتصاد الأمريكي وإشراك الرئيس ترامب في حرب لا تحظى بشعبية في خضم انتخابات عام 2020".