في سبيل مشروعهم الطائفي.. الحوثي يخصخص التعليم ليقود الجيل لمعارك الموت

السياسية - Sunday 18 October 2020 الساعة 11:55 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

عاثت مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، فسادا بجميع مؤسسات الدولة، ومارست تدميرها الممنهج وفق المخطط الموكل إليها تنفيذه بإحالة كل شيء في اليمن إلى خراب.

فمن مؤسسات الجيش والأمن والمؤسسات الإيرادية والصحية، واصلت المليشيا تدميرها وخصخصتها للمؤسسات وصولاً للتعليم الحكومي من خلال تحويل مدارس صنعاء الحكومية إلى مدارس أهلية تجني من ورائها ثراء ماديا كبيرا، ضمن سياسة تدميرية تستهدف التعليم ومجانيته التي كفلها القانون، وتكرس الجهل واستهداف جيل كامل من الطلاب بالتطييف.

أفسحت ذراع إيران المجال للتعليم الأهلي "الخاص" دون أي رقابة على المدارس، سوى الرقابة المالية التي من خلالها تفرض الجماعات مبالغ طائلة على إدارات المدارس الأهلية الأمر الذي قفز بالرسوم الدراسية إلى مستويات جنونية يصعب على المواطن تحملها.

تقول أم رفيف -موظفة حكومية- "ذهبت لتسجيل ابنتي في الصف الثالث بإحدى المدارس الخاصة لأتفاجأ بأن رسوم الدراسة ارتفعت بشكل مبالغ فيه.

وأضافت: "طلبوا مني مبلغ 170 ألف ريال من دون الزي المدرسي، وعندما سألناهم ليش المبلغ هذا بكله، قالوا مش بيدنا، الوزارة فرضت علينا مبالغ والمنطقة التعليمية لها مبالغ، من غير الجبايات المفروضة كمجهود ودعم للمولد النبوي وكذلك فرض بعض الطلاب مجاناً بحجة أبناء الشهداء".

تقف أم رفيف حائرة كما تقول بين عدم قدرتها على تحمل نفقات التدريس الأهلي، أو تركها لابنتها في ضياع التعليم الحكومي والذي لا رقابة فيه ولا جودة بسبب الإهمال المتعمد. 

ويفيد نيوزيمن، أحد مديري المدارس الخاصة في مديرية معين بأنه لو أن الأمر متروكا لهم لكانت هناك منافسة وبالتاكيد رسوم مخفضة عما هي عليها الآن، إلا أنه يتم فرض أمور لا تُصدق على المدارس الخاصة، فمثلاً تم الطلب منه ومن بعض المدارس في إطار المديرية أن يقوموا بتمويل بناء حوش لإحدى المناطق التعليمية، وكذلك شراء البوابة الحديدية والتكفل بعمل التجهيز من تلييس ورنج وبلاط، على حساب المدارس الخاصة، وهذا أمر لم يسبق أن طالبنا به أحد كونه اختصاص الحكومة.

وأضاف، في كل فعالية دينية أو سياسية للجماعة يتم النزول إلينا وفرض مبالغ مالية كان آخرها فعالية ذكرى استشهاد الحسين، حيث فرضوا على مدرستي اثنين مليون ريال مساهمة لإحياء الذكرى، مؤكداً أن عددا من الشركاء في المدرسة بدأوا يفكرون في سحب رأسمالهم وتصفيته لأنه لم يعد هناك أي طائل أو جدوى من الاستثمار في هذا المجال.

المواطن يحيى حسين الصرمي قال: من عجائب الحوثيين كونهم قد جاؤوا بكل عجيب وغريب أنهم يقومون بتحويل المدارس الحكومية إلى خاصة، وطلب مبالغ تصل إلى مائة ألف ريال في العام، بينما القانون والدستور يفرض مجانية التعليم ويكفله للجميع.

مضيفاً: "هؤلاء الجماعة لا خير فيهم، ليس من مصلحتهم تعلم المجتمع، يريدوا مجتمع جاهل يسهل أن يقودوه للمعارك والموت في سبيل مشروعهم، همهم الأول كيف يجنون الفلوس فقط، وقد شفنا كيف حولوا حوش مدرسة الشعب إلى سوق تجاري ومحلات دون أدنى شعور بالمسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه هذه المخالفة".

وفي معرض ردها على سؤال لنيوزيمن قالت الأستاذ نجاة عبدالرحمن -وكيلة إحدى المدارس الحكومية في مديرية الوحدة- العملية التعليمية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت هزلية وعبثية، فـ بالإضافة إلى التطييف وخصخصة المدارس، لا يتم توفير الكتاب المدرسي، فضلاً عن الازدحام الكبير للطلاب في المدارس بسبب استخدام بعض الهناجر والمعامل لمخازن خاصة بالمنظمات الإغاثية.

وأشارت إلى أن قطاعا واسعا من المعلمين انتقلوا للعمل في أشغال أخرى بسبب انقطاع رواتبهم منذ سنوات، وهذه واحدة من أدوات تدمير العملية التعليمية.

وكانت مليشيا الحوثي قد أقرت فرض رسوم من الصف الأول إلى سادس (65 ألف ريال) ، ومن الصف السابع الى التاسع (85 الف ريال)، ومن الصف الأول ثانوي الى ثالث ثانوي (95 ألف ريال) في بعض المدارس الحكومية التي تم اختيارها للخصخصة.

وأشار تربويون إلى أن الخطوة الحوثية قد تطال مدارس حكومية أخرى، مشيرين الى أنها تهدف من جهة لاستغلال المدارس الحكومية بعد خصخصتها للإثراء المادي على حساب معاناة الطلاب والأهالي، ومن جهة أخرى فإن خصخصة المدارس الحكومية يوفر فرصا أكبر للجماعة لتكريس مناهجها الطائفية التي يرفضها الطلاب.

وخلال السنوات الماضية، قام الحوثيون بإقالة معظم مديري المدارس في مناطق سيطرتهم، واستبدالهم بمديرين موالين لهم، بالإضافة لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب، والدفع بهم إلى جبهات القتال، عبر دورات ومحاضرات طائفية.