منذ مصرع إيرلو لم يظهر عبدالملك.. انهيار الجبهات والاختراقات الأمنية تقبض قلب “الذراع الإيرانية”

تقارير - Thursday 03 February 2022 الساعة 04:18 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

تعيش ميليشيات الحوثي الإرهابية في مناطق سيطرتها وعلى رأسها صنعاء، حالة انهيار في جميع المجالات منذ مطلع العام الجاري 2022.

وتؤكد مصادر “نيوزيمن” أن الجماعة تعاني من عجز في التحشيد القتالي، ورغم إعلانها عن استقطاب “17 ألف” مقاتل تحت التدريب فإنها لم تستطع استعادة تنظيم صفوف مقاتليها لاستعادة قدرتها على المناورة القتالية بعد الخسارة الكبيرة التي توزعت بين جبال البلق في مأرب وصحارى بيحان في شبوة، وطرق الإمداد التي قطعت في البيضاء.

وخلال الأيام الماضية خسرت ميليشيا إيران أكثر من 2000 قتيل بينهم 750 قياديا بارزا، ودمرت نقاط القوة الأمنية والسلاح القتالي، ومنظومات الدفاع الجوي، ومنصات ومخازن الصواريخ والمسيرات وغرف العمليات والاتصالات العسكرية.

ووفق راصدين فإن الميليشيات تعيش حالة ضعف لم تشهدها منذ العام 2014، وتعرضت المليشيات لضربات موجعة من مقاتلات التحالف التي قصفت مواقع وأهدافاً كانت تعد سرية وذات أهمية استراتيجية في صنعاء، مخلفة دماراً في العتاد القتالي للحوثيين خاصة في مجالي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فضلا عن القتلى في القيادات من الصف الأول، وعسكريين وخبراء أجانب.

الغارات مثلت اختراقاً أمنياً لتحركات قادة الجماعة من الصف الأول، وهو ما زاد الخسائر تأثيراً حيث أصاب الروح المعنوية للجماعة إلى جانب قتل الكوادر والقيادات التي تعمل في مجالات الأمن والتأهيل العسكري والتسليح منذ سنوات.

وتؤكد مصادر "نيوزيمن" أن حالة من القلق والخوف شلت حركة القيادات الباقية، وتعيق تنقلها وأنها أصبحت مقيدة الحركة وفي حالة خوف وهلع من أن تكون الهدف القادم للتحالف. ووصل القلق الأمني إلى اختفاء “عبدالملك الحوثي” الذي لم يظهر في أي خطاب منذ الإعلان عن مصرع الحاكم الإيراني لصنعاء قائد خلايا الحرس الثوري الإيراني في المنطقة العربية “حسن ايرلو”، رغم مرور عدد من المناسبات التي داوم الحوثي على الظهور فيها خلال السنوات الماضية.

العمالقة وإسقاط مشروع نفط مأرب

وفي الجبهات جاءت انتصارات قوات ألوية العمالقة الجنوبية في شبوة، ووصولها إلى جنوب مأرب، حيث أفشلت مخطط الميليشيات للسيطرة على منابع النفط والغاز في حقول صافر، والتي كانت ضمن خطط الحرس الثوري الإيراني، ما زاد من حالة التشتت والضياع التي تعيشها عناصر الحوثي حاليا. فقد دفعت بالآلاف من مقاتليها واعتمدت “تحرير مأرب” كعنوان للتعبئة الإيرانية، حيث شارك فيها قادة إيران وحزب الله اللبناني على رأسهم حسن نصر الله وتصدرت مأرب عناوين نشرات الأخبار وشاشات التلفزة الإيرانية في المنطقة العربية، غير أن كل ذلك تساقط تحت ضغط طيران التحالف وخطوط الإمداد والتخطيط والقيادة والتحرك العسكري لـ”عاصفة الجنوب”.

ورصدت المصادر تصاعد خلافات بين عناصر الحوثي المنتمين لمحافظة صعدة، ونظرائهم من صنعاء ومناطق أخرى، كمحافظتي ذمار وحجة، تصاعدت بشكل كبير خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث تبادلت الاتهامات حول اختراق استخباراتي من قبل التحالف والشرعية لصفوف الميليشيات، إضافة إلى قضايا فساد وصراع على الموارد.

ووصلت الخلافات إلى حد التصفيات، والاعتقال في سجون سرية، لعدد من القيادات المنتمية للأسر الهاشمية، إضافة لاعتقال عدد من الضباط العسكريين في الجيش والأمن بتهمة الخيانة.

وكانت مصادر مطلعة في صنعاء، كشفت مؤخرا عن وجود معتقلات سرية في صنعاء، يقبع فيها عدد من علماء الزيدية من بيوت "المؤيد والمؤيدي، والمتوكل وشرف الدين"، المتمسكين بمذهب الزيدية المعتدل والمتعايش على مدى عقود مع المذاهب الأخرى، ورفضهم القاطع لفكر الثورة الإيرانية الذي يجمع بين الاثنى عشرية والإخوانية.

 وراح ضحية ذلك عدد كبير من الذين وقفوا إلى جانبهم أثناء اقتحام صنعاء ومدن اليمن، من الزيدية المعتدلة، والتي باتت اليوم من المعارضين بشدة لبقاء الميليشيات الحوثية في سدة الحكم.