نكبة فبراير التي أخرجت الإمامة من جحورها

تقارير - Sunday 06 February 2022 الساعة 07:09 am
تعز، نيوزيمن، محمد يحيى:

يحتفل الحوثيون في قلب صنعاء المختطفة بـ"11 فبراير" كذكرى انتصار الطائفية في إيران بقيادة الخميني 1979، فبعد تسلق حزب الإصلاح -الذراع المحلية لجماعة الإخوان الإرهابية- على احتجاجات الشباب السلمية في 2011، استدعى الحوثيين من كهوف مران وتحالف معهم لإسقاط النظام، فوجدتها المليشيا الموالية لإيران، فرصة ذهبية لا تعوض للوصول إلى شوارع صنعاء، بعد سبع سنوات من تمردهم المسلح في "صعدة".

أعلن "الإخوان" وسط الحشود بساحة الاحتجاجات "استحقاق الحوثي مظلومية ستة حروب في صعدة"، ووقعت الاتفاقات بين الطرفين، وتم إدماج جماعة الحوثي كمكون سياسي، ذلك ما منحهم مساحة كبيرة للتفكير باستثمار فجوة الصراعات والتباينات التي أعقبت فوضى 2011، فيتسلم الحوثي محافظة صعدة، ليتقدم نحو دماج وعمران، أثناء الجلوس معه والانشغال بمؤتمر الحوار.

عمل الإخوان والحوثيون برعاية من داعميهم الإقليميين، على استخدام ساحات الاحتجاجات جسر عبور لمخططاتهم بإسقاط النظام والاستيلاء على السلطة، وبينما أخفى الحوثيون المخطط الإيراني، وتحالفوا مع شركاء حكم دام قرابة 33 عاما، كان الإخوان يعبدون الطريق أمام الحوثيين، وتهيئة الأجواء للتمدد الإيراني بالمنطقة.

ووفق خطة رُسمت لهم من قبل المخابرات الإيرانية وضباط من الحرس الثوري، توج الحوثيون مشروعهم الإرهابي، بعد فشل شركاء السلطة، وتمكنوا من اختراق مؤسسات الدولة وتفكيك المعسكرات التي سلمها النظام بعد الانتخابات ونقل السلطة، استجابة لمطالب الاحتجاجات، وتمكن الحوثيون إثر الفوضى التي صنعتها جماعة الإخوان في 2011، من السيطرة على صنعاء، وصولا إلى انقلاب 21 سبتمبر 2014، وتكشفت أطماعهم التوسعية نحو الجنوب في مسعى للسيطرة على تعز وعدن ومن ثم كامل البلاد.

ومن نكبة 11 فبراير 2011 الإخوانية التي حولت البلاد إلى فوضى عارمة وهدمت نظام الدولة، إلى نكبة 21 سبتمبر 2014 الحوثية، التي ولدت من رحم النكبة الأولى، والتي أشعلت حربا عبثية أسهمت في تدمير مؤسسات الدولة، وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ووضعت البلاد تحت الوصاية الدولية.

أدت فوضى 2011 إلى انقسام الجيش الذي كان يعد من أقوى خمسة جيوش في المنطقة، ما تسبب في إضعافه، وكانت نتائج هذا الضعف سيطرة تنظيم القاعدة على مساحات واسعة شرق البلاد في حضرموت وشبوة، وتقدم الحوثيين شمالا في مناطق محافظة صعدة، وإسقاطهم المديرية تلو الأخرى، بينما كان الجيش اليمني منقسما ومنشغلًا بالأزمة التي تعصف بالبلاد.

ومنذ انقلابها في 2015، عملت مليشيا الحوثي على سحق الهوية اليمنية، وتدمير البنى التحتية، وأعادت فرض نظام الإمامة الطائفي، ومارست سياسة التجويع والإذلال، وكرست القمع، وألغت الحريات السياسية والمدنية والحقوق الدستورية، وصار شمال اليمن تحكمه إيران، بنظام طائفي لن يكون خطره على اليمن فحسب، بل سيمتد بكل تأكيد إلى كل جيرانه.