ضمن تحريفها للتعليم.. مؤسس المليشيات الصريع بدلاً عن القائدة اليمنية خولة بنت الأزور

تقارير - Wednesday 02 March 2022 الساعة 07:10 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

في إطار سياستها الممنهجة لجرف وتحريف جوهر العملية التعليمية عمدت مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، إلى القيام بعمليات حذف وإضافات كثيرة على عديد مناهج تعليمية وفي مختلف صفوف التعليم الأساسي والثانوي.

وعلى مدى الأعوام الأربعة الأخيرة قامت مليشيات الحوثي باستبدال لجان التأليف والمراجعة الخاصة بمناهج التعليم الأساسي والثانوي والتي كانت مؤلفة من نخب أكاديمية متخصصة تضم علماء وباحثين وأساتذة جامعات ذوي ارتباط وثيق بالتخصصات التعليمية للمناهج، وفي الوقت نفسه يجسدون الوحدة الوطنية كونهم من محافظات متنوعة، وأحلت المليشيات بدلا عنهم بعض من تسميهم الأكاديميين والباحثين وكلهم عناصر تابعة لها ويؤمنون بمذهبها الفقهي وأيدولوجيتها السياسية القائمة على أفكار عنصرية بحتة، وأوكلت إليهم مهام تأليف المناهج الدراسية الخاصة بالتعليم الأساسي والثانوي، وهو الأمر الذي جسد سعيها لتنفيذ أكبر عملية تجريف وتحريف للعملية التعليمية في البلاد من خلال ما تقوم به من تعديلات للمناهج تكرس فيها تطرفها المذهبي، وعنصريتها السلالية، وفكرها السياسي القائم على رفض الآخر وتكفيره، وتبعيتها وعمالتها للنظام الإيراني.

 وفي هذا الإطار قامت المليشيات الحوثية بإدخال تعديلات كثيرة على الجزء الثاني من كتاب (لغتي العربية) للصف الخامس من التعليم الأساسي بدءا من استبدال قائمة مؤلفيه ومراجعيه التي كانت تضم نخبة من الأكاديميين المتخصصين وعددهم عشرون شخصا، بثلاثة أشخاص فقط أحدهم كان ضمن قائمة المؤلفين السابقة، ووصفت الثلاثة بأنهم أكاديميون بمركز البحوث والتطوير التربوي، مرورا بحذف وتعديل وإضافة عديد دروس على الكتاب تضمنت إضافة بعض القضايا التي تعكس توجهاتها المذهبية والسياسية وتبعيتها لإيران، مثل ما تسميه بالهوية الإيمانية، ويوم القدس العالمي بصيغته الإيرانية، وتخصيص وحدة كاملة لتمجيد مجرميها وتحديدا مؤسس المليشيات المتمرد الصريع حسين الحوثي.

وبعملية مقارنة لمحتوى الجزء الثاني من منهج (لغتي العربية) للصف الخامس من التعليم الأساسي يتضح أن المليشيات الحوثية قامت بحذف وحدة كاملة من المنهج هي الوحدة السابعة المعنونة بـ(شخصيات من تاريخنا) والتي كانت تتضمن درسين، الأول عن القائدة اليمنية المسلمة خولة بنت الأزور والقائدة المسلمة حذافة بنت الحارث السعدي المشهورة باسم الشيماء، واستبدالها بوحدة جديدة عن مؤسس المليشيات الصريع حسين الحوثي وتحت مسمى أعلام جهادية، تضمنت تزييفا غير مسبوق للوقائع التاريخية المرتبطة بمؤسس المليشيات الذي قاد تمردا عسكريا مسلحا ضد الدولة التي اضطرت إلى مواجهته وقتله في سبتمبر 2004م، وبالإضافة إلى المعلومات المزيفة نشر قصيدة تمجد الصريع حسين الحوثي للشاعر الموالي للمليشيات صلاح الدكاك، المعروف بتاريخه الماركسي الإلحادي، الذي كان ينكر فيه وجود الله ويهاجم الدين في كتاباته وقصائده التي كانت تنشرها صحيفة الثقافية الصادرة في تعز، قبل أن يعلن انضمامه إلى صفوف المليشيات الحوثية ويصبح أحد إعلامييها ورئيسا لتحرير صحيفة مدعومة منها هي صحيفة (لا). 

وسبق وأدانت مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، إدراج ميليشيا الحوثي صورة زعيمها ضمن المنهج الدراسي، وإضافة مواضيع تُلمع إجرامه وترسم بطولات لقيادة الميليشيا. 

>> مليشيا الحوثي تحرف مسار التعليم بطباعة صور مجرميها على الكتاب المدرسي

من جانبه انتقد الأكاديمي اليمني إبراهيم الكبسي، إلصاق شعارات مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- وطباعتها على أغلفة كتب المناهج التعليمية، معتبراً مثل هذه الممارسات غير دستورية وتؤسس لمرحلة اختزال ومصادرة الدولة ومؤسساتها.

>> الكبسي ينتقد إلصاق شعارات حوثية على المناهج التعليمية