أكذوبة حلفاء الحوثي.. عُمان وأمريكا: لا حل عسكري للصراع في اليمن

تقارير - Thursday 10 November 2022 الساعة 04:50 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

خرج لقاء جمع وزير خارجية أمريكا انتوني بلينكن بنظيره العُماني بدر البوسعيدي في واشنطن، مساء الثلاثاء، ببيان مشترك كان عنوانه البارز هو الإعلان عن اتفاقهما على عدم وجود حل عسكري للصراع في اليمن.

وإلى جوار هذا العنوان البارز، كرر البيان المشترك ترديد العبارات الواردة على لسان أغلب المسئولين العرب والغربيين حول اليمن، بالدعوة إلى تمديد الهدنة وشرح مزاياها وبأنها ستوفر "إغاثة فورية للشعب اليمني من خلال الإفراج عن مدفوعات الرواتب وغيرها من الإجراءات"، كما ورد بالبيان.

ولم يغفل البيان التأكيد "على أن الحل السياسي هو الحل الذي يمكن أن يعالج الأزمة الإنسانية الأليمة في اليمن وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا"، مضيفاً الدعوة إلى "إطلاق أعمال عملية سياسية شاملة تسمح لجميع اليمنيين بتقرير مستقبل بلادهم".

عبارات مكررة لا تختلف عما باتت تخرج به اللقاءات والجهود الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية منذ إفشال جماعة الحوثي تمديد الهدنة الأممية مطلع أكتوبر الماضي، ولا تزال تصر على فرض شروطها مقابل الموافقة على تمديد الهدنة، والتي يروج لها من قبل المجتمع الدولي بأنها "بوابة السلام" في اليمن.

سلام بات المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا ومن خلفها الأمم المتحدة يضغطون عليه بشدة منذ أكثر من عام، مستندين على حجم المعاناة الإنسانية في اليمن جراء الحرب المستمرة منذ 7 سنوات وعلى الترويج على فشل الخيار العسكري في حسم الصراع في اليمن، وهو أمر يعد بحد ذاته حقيقة لكنها نصف حقيقة، مضاف لها نصف آخر من الأكاذيب.

أكاذيب تبدأ من تقديم توصيف لواقع المعاناة الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون جراء الحرب، ولكنها تغفل النصف الآخر من الحقيقة بإغفال الحديث عن السبب الحقيقي وراء هذا الحرب والطرف الذي اشعلها عام 2015م وأفشل عشرات المحاولات والمبادرة لوقفها منذ الأشهر الأولى بل ومنعها قبل اندلاعها، وهي جماعة الحوثي.

إغفال يصل حد المغالطة بتجاهل الحقيقة الواضحة بكون جماعة الحوثي هي المسئولة وحدها اليوم عن إفشال جهود تمديد الهدنة الأممية رغم كل التنازلات المقدمة من جانب الحكومة اليمنية دون أن تنفذ بنداً واحداً طيلة استمرار الهدنة لستة أشهر كاملة، وهو ما تجسد في البيان العُماني الأمريكي الصادر امس الثلاثاء، الذي ابزر التأكيد على استحالة الحل العسكري في اليمن، وهي واحدة من أكبر المغالطات التي تعمد على "انصاف الحقائق".

فاستحالة الحل العسكري في اليمن لم تكن نتاجا لقوة جماعة الحوثي وضعف الطرف الآخر، بل كانت نتاجا لعدة عوامل داخلية ممثلة بالفساد والعبث في إدارة المعركة من قبل الشرعية، وعوامل خارجية تمثلت في التواطؤ الدولي ومن بعض دول الإقليم مع الحوثي، وهو ما جسده الدور العُماني والأمريكي كمثال صارخ على ذلك.

فالدور العماني لم يعد خافياً على اليمنيين بتواطؤها الفاضح مع جماعة الحوثي وتحول حدودها مع اليمن إلى ممر تهريب للأسلحة الإيرانية إلى الجماعة، إلى جانب استضافتها لخليط من القيادات الحوثية والإخوانية المعادية لدور التحالف في اليمن.

ولم يختلف الدور الأمريكي عن دور نظيره العُماني كثيراً، وخاصة في ظل إدارة الحزب الديمقراطي التي سارعت عقب وصولها إلى الرئاسية عام 2020م إلى إلغاء النقطة الوحيدة المضيئة في صفحة التواطؤ الأمريكي والمتمثلة بقرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثي ضمن الكيانات الإرهابية.