بهجة اليمنيين بـ"26 سبتمبر" تهزم نقمة الحوثيين.. رسالة حمراء للأئمة الجدد
السياسية - Monday 24 September 2018 الساعة 10:02 pm
يبدو أن اندفاعة مليشيا الحوثي، لإعادة نفخ الروح في مشروع الإمامة بعد نصف قرن من سقوطه تحت حوافر ثوار 26 سبتمبر 1962م، قد أعطت اليمنيين دفعة قوية للتشبث بثورتهم الأم، رغم قساوة الحرب منذ أربع سنوات.
إذ لم يشعر اليمنيون مثلما شعروا اليوم بأهمية ثورة 26 سبتمبر 1962، ولم يلتفوا، كما التفوا اليوم، خلف شعار وأهداف ومشروع هذه الثورة والمقاتلين دفاعاً عن قيمها، بعد أن شحذت بقايا الإمامة سيوفها وخناجرها وبدأت تسديد الطعنات إلى صدر اليمن الجمهوري، على أمل إحياء واحدة من أكثر نظريات الكهنوت الديني انحطاطاً وتخلفاً.
في الأثناء، ومع قدوم العيد الـ56 لثورة سبتمبر المجيدة، ارتفع هتاف اليمنيين تمجيدا للثورة الأم، مقابل رفض محاولات الأئمة الجدد فرض نموذج "أحمد يا جناه" بعد نصف قرن على التخلص منه.
ويتأهب اليمنيون في المناطق المحررة، وحتى في تلك التي مازالت قابعة تحت نفوذ ميليشيا الحوثي، للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر، في تعبير واضح على مدى الرفض الشعبي لمشروع مخلفات الإمامة، رغم السطوة الحديدة في صنعاء.
وخلصت نتائج استطلاع ميداني أجراه "نيوزيمن"، في العاصمة صنعاء، إلى وجود إجماع أن الطابع الطائفي للانقلاب الحوثي، استدعى استحضار الجمهورية بوصفها رمزاً لمقاومة نظام الإمامة الكهنوتي الذي يسعى الحوثيون إلى إحيائه وتحويل الجمهورية إلى إقطاعية عائلية وراثية وطائفية.
تظاهرات الكترونية تمجد الجمهورية
واكتست مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل لافت، بشعارات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، بالتوازي مع انتشار الأعلام الوطنية خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، في تعبير واضح وصريح على رفض اليمنيين للحوثيين ومشروعهم السلالي الكهنوتي.
وسبق موعد ذكرى ثورة ال26 من سبتمبر مظاهر احتفالية كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعكس في مجملها رفض الشعب اليمني لحكم التخلف الإمامي الرجعي بثوبه الجديد المتمثل بمليشيا الحوثي.
مشروع جامع ضد عنصرية الحوثية
يقول الناشط السياسي بشير عبدالمعين، لـ"نيوزيمن"، إن شباب اليمن في الداخل والخارج بدأوا في تظاهرة مضادة للحوثيين ورفض عودة الإماميين الجدد حيث تأطرت صفحات السواد الأعظم من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي اليمنيين من الجنسين بشعار ثورة 26 أيلول وينشروا كتابات تكشف ماضي الإمامة.
ويضيف أن مليشيا الحوثي تعد من الحركات الماضوية الأكثر استنهاضاً للماضي والعيش فيه رغم أنها لا ترفع علم الإمامة أو شعاراتها صراحة إلا أن أدبيات المليشيات تنطوي على مبدأ الاصطفاء الإلهي وحصر الولاية (الحكم) بآل البيت الهاشمي.
ثورة مستمرة
بدوره يقول الناشط احمد الناصر إن الاحتفال بثورة سبتمبر له دلالة خاصة في نفوس اليمنيين لأنه يمثل لهم بوابة للخروج من ظلمات الإمامة وجهلها وخرافتها وبطشها إلى العدل والحرية في ظل حكم جمهوري يحترم الإنسان ويحمي كرامته.
وأعتبر الناصر أن ثورة سبتمبر كما لو أنها عاصفة اجتثت عهد الإمامة من الجذور وآذنت بانتهاء عهد الاستبداد والتسلط الامامي وأنها يوم العزة والكرامة.
كما يؤكد إن ثورة 26 سبتمبر 1962 لا زالت مستمرة ولم تنته بعد وأن الثورة ستنتصر علي من وصفهم بالامامين الجدد.
اما الناشط الشبابي عبدالرحمن الشرعبي، فيقول إن اليمنيين لا زالوا يصارعون إلي اليوم قوى الامامة والرجعية التي انقلبت على ثورة سبتمبر في حين غفلة من القوى السياسية التي آثرت مصالحها على الوطن.
ويضيف الشرعبي لـ"نيوزيمن" بان اليمنيين بهذا الزحم من الاحتفالات يدافعون عن ثورتهم المجيدة ويقدمون خيرة أبنائهم وشبابهم دفاعا عن ثورة الآباء والأجداد الذين أيضا قدموا أرواحهم رخيصة للتخلص من مخلفات الإمامة الكهنوتية.
دعوات لحراسة الثورة والجمهورية
اما الكاتب والصحفي ماجد دبوان فيرى أن هذه الذكرى الغالية على قلوب اليمنيين تمر اليوم لتغدو حزينة بعدما تم الغدر بها من قبل الأئمة الجددمذكرة اليمنيين بحراسة الثورة والجمهورية والعمل على استكمال أهدافها وكأننا عدنا إلى المربع الأول من أحداث هذه الثورة.
ويشير دبوان في تصريح لـ"نيوزيمن" إلى أن الإماميين الجدد يحاولون القضاء على الثورة والجمهورية وإعادة اليمن إلى عهد الإمامة البائد والمتخلف لكن الثوار الجمهوريين يظلون حراساً أمناء على مكتسبات الثورة والجمهورية وقيم الحرية والعدالة والمساواة.
وأكد أن حراس الثورة والجمهورية سيصلون بجمهوريتهم وثورتهم إلى بر الأمان والاستقرار ليعود اليمن إلى مربعه الحضاري ومساهمته في بناء الإنسانية ولن يرضى الثوار هذه المرة إلا بجمهورية مكتملة الأركان لا مكان فيها لإمامي عنصري وطائفي حاقد.
معاني الاحتفاء بالثورة
يقول المحلل السياسي بليغ المخلافي لـ"نيوزيمن" إنه على غير العادة احتفل اليمنيون بهذه الذكرى في وقت مبكر إذ مثلت لهم نكبه ال21 من سبتمبر محطة هامة للعودة الى هذه الثورة العظيمة وقيمها النبيلة فما إن أشرقت شمس أيلول البهية حتى بدأ اليمنيون بمختلف مكوناتهم السياسية والشرائح الاجتماعية بالبحث والتنقيب عن هذه الثورة المجيدة ومعانيها الخالدة وقادتها الأشاوس وأبطالها وشهداءها الأبرار الذين حاولت العصابات الامامية تغييبهم من وعي ووجدان الشعب دون جدوى.
وأضاف أن اليمنيين وجدوا في هذه الذكرى محطة مهمة للبحث عن معاني سبتمبر الخالدة وسبر أغوار محطاته حيث دعا الناشطين والكتاب والمثقفين الى البحث في ثورة سبتمبر وتحويل هذه الشهر الى موسم سنوي للتزود بقيم الحرية والتحرر ونقطة تحول لتخليد رموز سبتمبر وقراءة أهم الكتب التاريخية التي وثقت تاريخ الثورة اليمنية.
من جانبه يؤكد المحلل السياسي رياض الأديب إن العملية الانقلابية لم تكتفي بالانقلاب بل ذهبت بعيداً في وقاحتها في محاولة لمصادرة ثورة اليمنيين الأولى بقيمتها الأكثر تعبيراً عنها وهو النظام الجمهوري.
وأشار أن زخم الاحتفاء الشعبي بذكرى الثورة المجيدة رسالة واضحة للإماميين الجدد بأن الجمهورية ستظل وسيزول الانقلاب ويعود كل اليمن وليس للاماميين الا الاندثار.
وتظهر تفاعلات احتفال اليمنيين بإحياء ذكرى ثورة 26 أيلول سبتمبر عبر الألعاب النارية ومواقد النيران التي ترمز إلى شعلة تفجير الثورة ضد الإمامة والكهنوت في اليمن والتي انتهت مساء السادس والعشرين من شهر سبتمبر 1962.